مهد الأستاذ محمد بنكيران لدرسه الموسوم بــ:"مستويات النقد في الحديث" ببيان حاجة الإنسان إلى المستندات الإخبارية في حياته اليومية، كالشهادات في القضاء، والأحكام وغيرها، مع تفاوت هذه المستندات من حيث الأهمية.
الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله الطيبين الطاهرين وصحابته الخيرين وبعد، فإن الله تعالى شرف صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم بشرف الصحبة، وأكرمهم بمنيف الرتبة، فقد شاهدوا التنزيل، وعرفوا أسبابه، ومعانيه، وحضروا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونهيه وفهموا مراده، وسألوا عما فاتهم من علمه وعملوا به، وتأسوا بأحواله، ونقلوا ما تعلموه منه بكل أمانة؛ واهتموا بسنته خاصة أيما عناية، لما تفردت به عن القرآن، فقد تفرق مادتها بين الصحابة، وإن كان مجملها معمولا به مشهورا، ولكون فقهها لا يدركه إلا الفقهاء.
ألقى الأستاذ محمد بنكيران درسا في موضوع "النظر في السند عند المحدثين" وقد بين في بدايته أن نقد المحدثين للسنة النبوية كان مؤسَّسا على ركنين كبيرين، أولهما: العلمية والموضوعية، والآخر: العاطفة والغيرة القوية، والدليل على ذلك يطالعنا من أحوال أئمة الحديث ونقاده الذين كانوا يتمثلون الأمرين معا.
قدم الأستاذ محمد بنكيران لدرسه الموسوم بـــــ: "الكلام في الحديث النبوي وعن الحديث النبوي" بذكر الجهود الكبيرة التي بذلت لخدمة الحديث النبوي الشريف، جمعا ونقدا واستنباطا وتصنيفا، فكان من نتائج ذلك أن صار الكلام على الحديث النبوي يتم من خلال مداخل كثيرة، منها:
· مدخل التقعيد والتأصيل والاصطلاح الذي يختص به هذا العلم.