نص الدرس الحسني الثالث للعام 2019/1440 الذي ألقاه بين يدي أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله يوم الإثنين 14 رمضان 1440 موافق 20 ماي 2019 الأستاذ محمد بنكيران عضو المجلس العلمي المحلي للعرائش، متناولا بالدرس والتحليل موضوع : "صيانة حديث الرسول الأمين برعاية أمير المؤمنين" انطلاقا من الحديث الشريف : "نضر الله امرءا سمع منا حديثا فأداه عنا كما سمعه فإنه رب حامل فقه غير فقيه".
فتح المغاربة قلوبهم للإسلام، بعد أن فتحوا بيوتهم للداعين إليه، فانبرت ثلة مباركة من نجبائهم للرحلة إلى مهبط الوحي، ومقر التشريع، يهتبلون من بركات الدوحة النبوية، تلقيا وحفظا وتقييدا؛ فرجعوا بعلم جم، أودعوه تصانيفهم، وأملوه في مجالسهم، ينهل طارفهم من تالدهم، فأينعت خزانات الكتب بأنواع التآليف؛ ما بين الأمالي، والمصنفات، والشروح، والتعليقات، والمختصرات، وغيرها
إن فقه المغاربة عبر تاريخهم الطويل لقدر السنة النبوية الشريفة ووعيهم بضرورتها لبيان مراد الله تعالى، وتحديد مواقع الاقتداء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ جعلهم يحققون في أنفسهم شواهد هذا الاقتداء، ويميزوا فعالهم بما فيه من اهتداء، متوسلين في ذلك العلم النافع والعمل الصالح والسبق المقدم إلى الفضل، الذي أكسبهم الأحوال الصالحة السنية، وملكهم المذاهب الجميلة المزكية، المؤسسة عليه تعلقا وتحققا وتشوقا.